نصوص
عدد الصفحات:504 صفحة
⚜️⚜️⚜️
اختار قاسم المكابدات فضاء لتجواله، كأن هذه المكابدات ضريبة النفوس المرهفة الموغلة في الأمل، الموغلة في الحب، وهي تداري حلمها المكسور، تماماً كما يداري طفل خائف شمعته عن الريح كي لا تنطفئ، وهذا ما يجعل من مكابدات قاسم تربية للأمل، إن نحن استعرنا التعبير الجميل لمحمود درويش، وهو يفعل ذلك في أكثر من موضع من مواضع الكتاب، مثلاً حين يقترح على الجيل الشعري الجديد أن يعيد النظر في الأسئلة التي اقترحتها عليها تجربة أسلافه، و»لكي يُحسن هذا الجيل الشغل فعليه أن يتحصن بالمعرفة»، أو حين يحذر بقسوة مشروعة، في موضع آخر، من «مسخ تاريخ نضالي بذل ذبالة روحه من أجل المستقبل، لتجري جرجرته خلف عربة تسعى حثيثاً نحو الماضي».
هل أقول أنه كتاب يأتي في وقته؟ سنظلم المؤلف بهذا القول، فكل كتب قاسم السابقة، وهو المنصرف كلية إلى مشروعه الإبداعي لا يشغلهُ عنه شاغل، تأتي في وقتها، وللإبداع ليس من وقت، لكن الأفق الرحب لتأملات الكتاب ونصوصه وأفكاره التي لا يمكن تقييدها بزمن معين، لا تنفي راهنية الكثير مما يطرحه المؤلف في هذه اللحظة من تاريخ وطن يبحث عن نفسه المضيعة